مبادرة أقدم مدينة مأهولة

مبادرة للجمعية البريطانية السورية

أقــدم مدينــة مـأهولة

...لنشر ثقافة التنمية الحضرية المتوازنة في سورية

View from Damascus Old City

المقدمة

بدا من الواضح جدا أن دخول سورية في الألفية الثانية كان نقطة تحول كبيرة في تاريخها المعاصر حيث بدأت مفاهيم و صفات العقود القليلة الماضية بكل ايجابياتها و سلبياتها بالتلاشي شيئا فشيئا، فالفجر الجديد حمل معه أمواج العولمة و التغيير لتجتاح سنوات العزلة و البساطة.

لا يوجد أدنى شك أن الحاضر و المستقبل سيحمل العديد من الفرص لسورية و لكن في الوقت نفسه سيكون هنالك الكثير من المخاطر التي يمكن لها أن تهدد خصائص وطننا الفريدة، على كل سوري واع أن يتوقع التغيير و لكن في الوقت ذاته عليه أن يعمل لكي يكون هذا التغيير للأفضل في جميع النواحي و ليس في سبيل الرفاهية الاقتصادية و إن كانت على حساب بيئتنا الاجتماعية.

ان التنمية الحضرية المستدامة في مدن ذات توسع سكاني كبير هي اختبار كبير لأغنى البلدان وهي أكثر من ذلك بكثير بالنسبة لسورية، و استنادا لهذه الاعتبارات فقد تم تحديد أهداف و غايات لجنة التنمية في الجمعية البريطانية السورية بحيث تسعى الى نشر ثقافة التنمية المتوازنة في سورية و قد تم صياغة هذه المبادرة على هذا الأساس.

يعود تاريخ بدء العمل بهذه المبادرة إلى عام 2005 حيث تم تحقيق العديد من النتائج قبل إندلاع الحرب على سورية في عام 2011، وبالرغم من أن العديد من نشاطات لجنة التنمية في الجمعية البريطانية السورية قد توقفت خلال سنوات الحرب إلا أن الجمعية البريطانية السورية عاودت عملها التنموي من خلال عدة مؤتمرات كان آخرها مؤتمر البرنامج الوطني التنموي الذي عقد على مدرج جامعة دمشق في بداية عام 2019 والذي خلصت مناقشات حلقة البحث فيه عن مدينة دمشق الى النتائج التالية.

الخلفية

مع عدد سكان يزيد عن خمسة ملايين نسمة خلال النهار، فان دمشق تعتبر مثالا للمدن السورية التي تعاني من تداعي المستوى الخدمي و المعيشي في جوانب معينة من جراء التزايد الكبير في عدد سكانها في العقود الأخيرة (لم يتجاوز عدد سكان دمشق النصف مليون في سيتينات القرن الماضي).

مثل العديد من المدن الأخرى التي تشهد توسعا سريعا، فقد عانت دمشق كثيرا من الضغوط الهائلة على مواردها و بناها التحتية و قد ظهرت نتائج ذلك على العديد من المستويات. ان تدني نوعية الخدمات في وسائط النقل العام و ارتفاع نسب التلوث و انحسار مرافق المشاة و انتشار السكن العشوائي و تقلص المساحات الخضراء و فقدان المباني التراثية هي بضع أمثلة عن المشاكل التي تواجها دمشق اليوم.

لقد لعبت الجمعية الريطانية السورية دورا هاما في معالجة العديد من قضايا التخطيط الحضري التي تواجهها المدن السورية اليوم، حيث نظمت الجمعية سلسلة من الندوات تحت رعاية السيد رئيس الوزراء السوري لمناقشة عدة أمور هامة و مثيرة للجدل أحيانا تتعلق بالتنمية الحضرية في سورية.

وقد خلصت توصيات هذه الندوات وهذه الندوات الى مجموعة من المبادئ الهامة للتنمية الحضرية، و بالتالي فقد تم إطلاق مبادرة أقدم مدينة مأهولة لمتابعة و تسهيل تنفيذ هذه التوصيات عبر نشاطات و مشاريع رائدة ضمن مدينة دمشق باعتبارها حالة دراسية لباقي المدن السورية.

بعد استقرار الحالة الأمنية في دمشق و بدء مرحلة التعافي في عموم سورية، اختصت الجمعية البريطانية السورية مدينة دمشق بحلقة دراسية ضمن فعاليات مؤتمر "البرنامج الوطني التنموي لسورية ما بعد الحرب" الذي عقد في أوائل عام 2019 لمناقشة واقع و مستقبل العاصمة السورية حيث نتج عنها مجموعة من الخطط و مشاريع العمل وعد السيد محافظ مدينة دمشق الشروع بها ضمن "رؤية دمشق 2020".

الأهداف

ان الهدف الرئيسي لمبادرة أقدم مدينة مأهولة هو المساعدة على تنفيذ توصيات الجمعية البريطانية السورية المتعلقة بالتنمية الحضرية و خاصة خطط ومشاريع العمل، الناتجة عن الحلقة الدراسية لمدينة دمشق التي عقدت في 2019 من خلال نشاطات و مشاريع رائدة ضمن مدينة دمشق باعتبارها حالة دراسية لباقي المدن السورية، كما ستقوم المبادرة بتسليط الضوء على القضايا الهامة المتعلقة بالتخطيط الحضري داخل المدن السورية و ستسعى الى نشر ثقافة التنمية الحضرية و الاقليمية المتوازنة في سورية.

المشاريع

تقوم مبادرة أقدم مدينة مأهولة حاليا بدراسة و تنفيذ المشاريع التالية: